سلوك المحبين
[/size]قال تعالى في سورة الإسراء قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً)
والعمل هو نتاج السلوك , ومن هنا فإن سلوك الانسان هو أصدق تعبير عن مضمونه وقد ورد في المثل: كل إناء ينضح بما فيه , وقال أمير المؤمنين عليه السلام . قيمة كل امرئ مايحسنه , وفي قوله عليه السلام , مايحسنه إشارة إلى أن قيمة كل إنسان مايتقن من عمل تماماً كما تبين بطاقة العلامات السنوية درجة طالب العلم , فإن هناك عناصر عديدة إيجابية وسلبية لها دخالة في تحديد هذه المحصلة النهائية للإنسان ومن تلك العناصر
1- القابلية الوراثية
وهي تعني مجموع مايورثه الإنسان من قابليات بدنية تنتج إمكانات فسيولوجية ذات تأثير على الجوانب المعنوية والتي منها اكتساب المعلومات واكتساب الطباع .
2- البيئة الثقافية والاجتماعية
والخصوصيات الأسرية واللغة وماشاكل ذلك
3- التحصيل الثقافي
ويشتمل مجموعة مايتلقاه الإنسان من علوم نظرية تشترك في صناعة شخصيته.
ومن خلال هذه العناصر الثلاثة تنتج لدى الإنسان مكونات شخصيته الأساسية والتي يمكن أن تلخصها بثلاث مكونات وهي:
المكون الأول : الرغبات والميول
وهي تمثل المتطلبات الشخصية وهي مايمكن أن يطلق عليه عند علماء النفس (الأنا السفلي).
المكون الثاني : العقل
أو القناعات المكتسبة من المعارف والعادات والأعراف الاجتماعية والاعتقادات الدينية وهو مايطلق عليه (الأنا العليا.
المكون الثالث : الإرادة
وهو المكون الذي يعكس شخصية الإنسان وموقعه مابين المكون الأول والمكون الثاني وقدرته على تحكم قناعاته أو تغليب رغباته .... وتلعب عناصر كثيرة في تكوين إرادة الإنسان وعزيمته وتعتبر المواعظ والنصائح الدينية والمناهج السلوكية وسائل لصناعة وتمتين إرادة الإنسان والتي تحدد في النهاية لكل فرد أي إنسان يكون
من هنا نخلص إلى تشكيل صورة مجملة عن السلوك
تعريف السلوك
نعرف السلوك بأنه الترجمة الخارجية لتفاعل الأفكار والقناعات والاعتقادات مع الرغبات والميول والأمزجة والأذواق والعواطف ...
وعلى هذا فإن السلوك يعكس مافي داخل الإنسان , والقلب الذي هو العقل والإرادة للإنسان يلعب دوراً كبيراً في هذه الترجمة .
أشكال السلوك
نتيجة تعدد العناصر المؤثرة في السلوك, سوف نكتشف أن هناك العشرات من أشكال الشخصيات الإنسانية , والتي تعبر كل واحدة منها عن نمط معين من التفاعلات مابين العواطف والأذواق والرغبات من جهة , والمعارف والاعتقادات والمعقولات من جهة أخرى . ويمكن القول في هذا المجال أن كل إنسان يشكل عالماً مستقلاً قائماً بذاته , وكلما توسع أثر المجتمع , وأثر الثقافة , كلما ازداد حجم الانسجام بين أفراد المجتمع الواحد , وهذا مايضعنا أمام أصناف متعددة للشخصيات الإنسانية ....
ومن تلك الشخصيات:
1- الشخصية العدوانية
2- الشخصية الأنانية
3- الشخصية المعطاءة
4- الشخصية المعرفية الديناميكية
5- الشخصية المتسامحة
6- الشخصية الخصومية
7- الشخصية المتطلبة
8- الشخصية الزاهدة
9- الشخصية المحبة
........ الخ
وتشترك جميع هذه الشخصيات أنها فيما تظهره من صفات وخصوصيات , تكون دائماً مدفوعة من قبل عناصر ومكونات الإنسان الداخلية من جانب , وعرضة للفعل الإرادي الإنساني , وبنسب متفاوتة , ناجمة عن مقدار تحكم الإنسان بعناصر ومكونات شخصيتة والتأثيرات فيها والاشتغال على إصلاحها من جانب آخر.
ومهما تمن التفاصيل المطلوب تحصيل الدراية بها , من أجل تهذيب الشخصية الإنسانية , فإننا في هذه الدراسة معنيين بالدرجة الأولى بتسليط الضوء على الشخصية المحبة لمعرفة أهم سلوكياتها .
انتظروني لنكمل مع سلوكيات الشخصية المحبة
[/b]